ذات يوم جلس أحمد بن حنبل في سجنه مع بعض المجرمين, وكان من بينهم
لص شهير, وكان هذا اللص يحترم ابن حنبل ويشفق عليه في محنته, وكثيرًا ما هرّب له
طعامًا طيبًا من خارج السجن, وذات يوم لاحظ اللص أن ابن جنبل يتألم
من جراح التعذيب فمال عليه وهمس له: إنهم يعذبونك.. أعرف ذلك, كثيرًا ما عذبوني
لأعترف بما سرقته ولكنني كنت رجُلًا ولم أعترف أبدًا ! كنت أحتمل الضرب صابرًا,
أفعل هذا وأنا علي الباطل, إياك يا مولانا أن تضعف, يجب ألا يكون رجال الحق أقل
احتمالًا من رجال الباطل. هذا لا يليق!
واستمر ابن حنبل يقاوم وكلما ضعف تذكر كلمات اللص .. وظل الإمام
سنوات في محنته.. ثابتًا كالجبل.. وانهزمت الدولة كلها أمام رجل واحد.. وخمدت
الفتنة وتوقفت إراقه الدماء. وافرج عن ابن حنبل.. خرج فمكث فترة في بيته يعالج من
جراحه, ثم تذكر صاحبه في السجن فسأل عنه فقيل له إنه مات.. ذهب يزور قبره ودعا له.
ثم شاهده في الحلم فرآه في الجنة فسأله: ما الذي أدخلك الجنة؟
قال له: تاب الله علي بعد أن نصحتك أن تحتمل.
ثم شاهده في الحلم فرآه في الجنة فسأله: ما الذي أدخلك الجنة؟
قال له: تاب الله علي بعد أن نصحتك أن تحتمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق