ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺟﻮﺍﺩ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻤﻴّﺰ، ﺭﻏﺐﺭﺋﻴﺲُ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺋﻪ ، ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺑﻴﻌﻪ. ﻓﻘﺮّﺭ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﺪﺍﻉ
ﻭﺇﺫ ﻋﻠﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﻣﻌﺘﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻣﻤﺘﻄﻴﺎً ﺟﻮﺍﺩﻩ ، ﺫﻫﺐ ﻭﺗﻤﺪّﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ، ﻭﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻧّﻪ ﺷﺤّﺎﺫ ﻣﺮﻳﺾ ، ﻭﻻ ﻗﻮّﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻲ .
ﺗﺮﺟّﻞ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﻋﻦ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ، ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﻟﺘﻄﺒﻴﺒﻪ ، ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ. ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮّ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻟَﻤﺰَﻩ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ .
ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﻳﺮﻛﺾ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ ﻟﻴﺘﻮﻗّﻒ. ﻭﻟﻤّﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻑ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ، ﺗﻮﻗّﻒ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ، ﻓﺒﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ
* ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻮﻟﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺩﻱ ، ﻻﺑﺄﺱ! ﺇﻧّﻤﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً
ـ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ؟
* ﺃﻻّ ﺗﻘﻮﻝ ﻷﺣﺪ ﻛﻴﻒ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺩﻱ
ـ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟
* ﻷﻧّﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺣﻘﺎً ﻣﻠﻘًﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺧﺒﺮ ﺧﺪﻋﺘﻚ ﺳﻴﻤﺮّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﻟﻦ ﻳﺴﻌﻔﻮﻩ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻌﻮﺍ ﺿﺤﻴﺔ ﺧﺪﺍﻉ ﻣﺜﻠﻲ.
* ﺍﺑﺬﻝ ﺍﻟﻨّﺼﺢ ﺣﺘّﻰ ﻟﻤﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻟﻚ ﻓﺈﻥّّ ﺍﻟﻨّﺼﺢ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺧﻴﺎﻧﺔ ، ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﻣﺜﻞ ﺃﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﻖّ
* ﻗﺪ ﻧﺴﻲﺀ ﺃﻭ ﻧﺨﻄﺊ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ... ﻟﻜﻦّ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﻪ .. ﻷﻧّﻨﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻧﺠﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ .
ﺗﺮﺟّﻞ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﻋﻦ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ، ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﻟﺘﻄﺒﻴﺒﻪ ، ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ. ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮّ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻟَﻤﺰَﻩ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ .
ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﻳﺮﻛﺾ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ ﻟﻴﺘﻮﻗّﻒ. ﻭﻟﻤّﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻑ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ، ﺗﻮﻗّﻒ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ، ﻓﺒﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ
* ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻮﻟﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺩﻱ ، ﻻﺑﺄﺱ! ﺇﻧّﻤﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً
ـ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ؟
* ﺃﻻّ ﺗﻘﻮﻝ ﻷﺣﺪ ﻛﻴﻒ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺩﻱ
ـ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟
* ﻷﻧّﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺣﻘﺎً ﻣﻠﻘًﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺧﺒﺮ ﺧﺪﻋﺘﻚ ﺳﻴﻤﺮّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﻟﻦ ﻳﺴﻌﻔﻮﻩ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻌﻮﺍ ﺿﺤﻴﺔ ﺧﺪﺍﻉ ﻣﺜﻠﻲ.
* ﺍﺑﺬﻝ ﺍﻟﻨّﺼﺢ ﺣﺘّﻰ ﻟﻤﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻟﻚ ﻓﺈﻥّّ ﺍﻟﻨّﺼﺢ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺧﻴﺎﻧﺔ ، ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﻣﺜﻞ ﺃﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﻖّ
* ﻗﺪ ﻧﺴﻲﺀ ﺃﻭ ﻧﺨﻄﺊ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ... ﻟﻜﻦّ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﻪ .. ﻷﻧّﻨﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻧﺠﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق